التقويم التشخيصي والتكويني والختامي

التقويم التشخيصي والتكويني والختامي

يعتقد العديد من الأشخاص أن التقويم يقتصر فقط على الاختبارات التي يخضع لها الطلبة والنتائج التي يحصلون عليها في نهاية الوحدة أو الفصل الدراسي، إلا أن مفهوم التقويم أعم وأشمل من ذلك.

تعرفتم في مقال هل هناك فرق؟ أن للتقويم أنواعًا متعددة منها التقويم حسب الفترة الزمنية ويندرج تحت هذا النوع ثلاثة أنواع فرعية هي: التقويم التشخيصي والتكويني والختامي.

هل تودون معرفة هذه الأنواع بالتفصيل؟

هل لديكم الفضول لمعرفة الفرق بين هذه الأنواع؟

هذا المقال يعرفكم بالتفصيل على كل من التقويم التشخيصي والتكويني والختامي فلنبدأ.

التقويم التشخيصي Diagnostic Assessment

التقويم التشخيصي هو التقويم الذي يقوم به المعلمون قبل بداية تقديم التعلم للطلبة من أجل تحديد مستواهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، فهو تقويم لمعرفة المعلومات التي يمتلكها الطلبة ومدى تُمكّنهم منها وذلك من أجل تهيئة الطلبة كي يستطيعوا استقبال المعلومات الجديدة والاستفادة منها.

قد يتساءل البعض منكم، لماذا نحتاج لهذا النوع من التقويم؟

أهداف التقويم التشخيصي

متى تحتاجون إلى استخدام التقويم التشخيصي؟ عندما تريدون تحقيق الآتي:

  • تحديد نقاط القوة والضعف لدى طلبتكم من أجل العمل على تقديم المعارف المناسبة لمستواهم.
  • تحديد المجالات التي تحتاج إلى تركيز وتحسين لدى طلبتكم.
  • إعداد خطط علاجية لمعالجة مواطن الضعف لدى طلبتكم الذين يحتاجون لذلك.

لكن، ما هو الوقت المناسب لتنفيذ التقويم التشخيصي؟

عندما تريدون تقديم معلومات ومعارف جديدة لطلبتكم يتوجب عليكم معرفة مستواهم المعرفي ومدى تمكّنهم من المعارف السابقة، وهنا تجدون أن التقويم التشخيصي يلزمكم في بداية تقديم المعارف والمعلومات الجديدة، وبمعنى آخر التقويم التشخيصي يمكن أن يكون في بداية العام أو الفصل الدراسي أو في بداية الوحدة الدراسية أو في بداية الأسبوع أو في بداية الحصة.

والآن، بعد أن تعرفتم على التقويم التشخيصي اسألوا أنفسكم الأسئلة الآتية:

  • هل طريقتكم في التقويم التشخيصي تحقق الهدف منه؟
  • هل تستدعون معرفة طلبتكم السابقة بطريقة صحيحة؟
  • هل تستطيعون تحديد مستوى طلبتكم قبل البدء بتقديم المعرفة الجديدة؟

إذا كانت إجاباتكم نعم، هنيئًا لكم فأنتم تنفذون التقويم التشخيصي بصورة صحيحة.

التقويم التكويني Formative Assessment

بعد أن بدأتم بالتقويم التشخيصي لا بد أنكم لمستم أن التقويم أمر مستمر يشبه الحلقة فبعد التشخيصي يأتي التكويني، حيث يُعرف التقويم التكويني بأنه عملية تقويمية منهجية منظمة ومستمرة تحدث أثناء التدريس، غرضها الأساسي تزويد المعلمين والطلبة بتغذية راجعة مستمرة من أجل تحسين العملية التعليمية التعلمية ومعرفة مدى تقدم الطلبة.

وعليه، إذا أردتم التأكد من سلامة سير العملية التعليمية لا بد لكم من إجراء تقويم دوري ومستمر خلال الفترة الزمنية المحددة لتدريس الوحدة أو الدرس، فالتقويم التكويني هو الحل، لماذا؟ لأنه يسير جنبًا إلى جنب مع عملية التدريس، فهو يزود المعلمين والطلبة بالتغذية الراجعة اللازمة لهم لأن الهدف الأساسي من التقويم التكويني هو توجيه تنفيذ عملية التعلم.

ويُعرف التقويم التكويني أيضًا بأنه عملية مستمرة تساعد على الآتي:

  • جمع الأدلة حول تعلم الطلبة.
  • توفير التغذية الراجعة حول التعلم لكل من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.
  • سد الفجوة بين وضع الطلبة الحالي والوضع المرغوب فيه.

بعد أن تعرفتم على مفهوم التقويم التكويني، ما رأيكم بمشاهدة هذا الفيديو المأخوذ من قناة Education Scotland؟ وتأمل تجربة المعلم مع التقويم التكويني.

بعد مشاهدتكم للفيديو هل أتضحت لكم أهداف التقويم التكويني؟ صحيح، التقويم التكويني يهدف إلى:

  • دعم حدوث التعلم لدى المتعلمين والمتعلمات.
  • تحسين عملية التعليم والتعلم.

أغراض التقويم التكويني

يمكن تحديد أغراض التقويم التكويني ضمن مجالين رئيسين هما:

  • الأغراض المباشرة للتقويم التكويني وتتمثل في الآتي:
    • التعرف على تعلم الطلبة ومراقبة تقدمهم وتطورهم خطوة خطوة.
    • قيادة تعلم الطلبة وتوجيههم في الاتجاه الصحيح.
    • الحصول على بيانات لتشخيص عدم فعالية التدريس.
    • مساعدة المعلمين على تحسين أسلوبهم في التعليم وإيجاد طريقة تعلم بديلة.
    • تزويد المعلمين والطلبة بتغذية راجعة عن التعليم والتعلم.
    • وضع خطة للتعليم العلاجي وتصحيحه لتخليص الطلبة من نقاط الضعف.
  • الأغراض غير المباشرة للتقويم التكويني وتتمثل في الآتي:
    • تقوية دافعية الطلبة نحو التعلم وذلك نتيجة لمعرفتهم بشكل فوري.
    • تثبيت التعلم أو زيادة الاحتفاظ به.
    • زيادة انتقال أثر التعلم، وذلك عن طريق تأثير التعلم السابق الجيد.

لنتفق أعزاءنا القراء أن التقويم التكويني ليس مهمًا فقط للمعلمين بل هو مهم لجميع عناصر العملية التعليمية، كيف؟ ولماذا؟

  • الطلبة: لأنه يساعدهم على تحديد مستوى تقدمهم في تحقيق نتاجات التعلم ويسمح لهم بتقويم أنفسهم ذاتيًا.
  • المعلمين: لأنه يساعدهم على مراقبة فعاليات تدريسهم والتعديل عليها وفقًا للبيانات المجمعة عن إنجاز الطلبة.
  • الإداريون والمسؤولون: لأنه يساعدهم على مراقبة أداء المدرسة وتقديم المساعدة والتدخل عند الحاجة.
  • أولياء الأمور: لأنه يساعدهم على معرفة مستوى أبناءهم وسير تعلمهم.

ما رأيكم بالتعرف على جملة من الكفايات التي يجب أن تمتلكوها ليحقق التقويم التكويني أهدافه؟ إليكم أهم الكفايات التقويمية اللازمة لكم لتوظيف التقويم التكويني.

الكفايات التقويمية اللازمة للمعلمين لتوظيف التقويم التكويني

يجب أن يمتلك المعلمون عددًا من الكفايات ليوظفوا التقويم التكويني بفعالية وتشتمل هذه الكفايات على ثلاثة مكونات أساسية هي:

المعرفة

 يجب أن يمتلك المعلمون معرفة بــ:

  • المحتوى العلمي في تخصصهم.
  • استراتيجيات التدريس الحديثة.
  • استراتيجيات وأساليب التقويم الحديثة.
  • طرق الكشف عن المعرفة السابقة لدى الطلبة.

المهارة

يجب أن يكون المعلمون قادرين على:

  • إدارة عملية التعلم بمرونة.
  • إيجاد بيئة تعلم تعاونية وداعمة.
  • مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
  • تزويد الطلبة بتغذية راجعة محددة حول تعلمهم.

الاتجاه

يجب أن يدرك المعلمون أن:

  • الطلبة شركاء في عملية التقويم التكويني.
  • التقويم التكويني جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم والتعليم.
  • التقويم التكويني يُوفّر لهم وللطلبة معلومات ذات قيمة جديرة بالاهتمام.

بعد قراءتكم لكل ما يهمكم معرفته عن التقويم التكويني، ما رأيكم بمعرفة الأمور التي يجب عليكم مراعاتها لتفعيل التقويم التكويني؟ هيا بنا.

الأمور الواجب مراعاتها لتفعيل التقويم التكويني داخل الغرفة الصفية

  • تحديد نتاجات التعلم المرجوة.
  • تحديد مؤشرات التعلم.
  • التخطيط لمهام التعلم.
  • تكليف الطلبة بتنفيذ المهام.
  • المقارنة بين مخرجات التعلم والمؤشرات الدالة عليه. وتشتمل حلقات التغذية الراجعة على:
    • تحديد نتاجات التعلم المرجوة.
    • تحديد ووصف الأداء المقبول.
    • تحديد ووصف الأداء الضعيف.
    • مقارنة الأداء الضعيف بالأداء المقبول.
    • تحديد طرق تحسين الأداء الضعيف ليرتقي إلى مستوى الأداء المقبول.

والآن، بعد أن تعرفتم على كل ما يتعلق بالتقويم التشخيصي والتقويم التكويني، برأيكم هل اكتملت الحلقة؟ بالطبع لا، لذلك لا بد أن نعرفكم على التقويم الختامي.

المقصود بالتقويم الختامي Summative Assessment

التقويم الختامي هو التقويم الذي يستند إلى نتائج الاختبارات التي يجريها المعلمون في نهاية الشهر أو منتصف الفصل الدراسي أو نهايته، ويليه رصد النتائج في سجل العلامات من أجل تقويم تحصيل الطلبة بموجبها تمهيدًا لاتخاذ قرار بترفيعهم أو ترسيبهم أو إعطائهم شهادة تبين مقدار إنجازاتهم.

أغراض التقويم الختامي

يمكن إجمال أغراض التقويم الختامي بالآتي:

  • معرفة مدى تحقق النتاجات.
  • إعطاء شهادات للطلبة لإعلام أولياء الأمور بنتائج أبنائهم.
  • اتخاذ قرارات إدارية مثل الترسيب والترفيع والفصل أو الطرد.
  • مقارنة نتائج شعب الصف الواحد لاستخلاص الدروس.

لنعد معًا إلى السؤال، ما التقويم الذي تقومون به هل هو تقويم لمرة واحدة أم تقويم مستمر؟

تقول كارول توملينسون (Carol Tomlinson): “تقويم اليوم هو الوسيلة لتعديل معلومات الغد.” وهذا صحيح فالتقويم الذي نسعى إليه هو تقويم يؤدي إلى تحسين أداء الطلبة وهذا لا يتحقق عند تقويمهم لمرة واحدة فقط أو تقويمهم بعد انتهاء تقديم المعرفة لهم.

نحن بحاجة إلى تقويم مستمر وشامل وملازم للعملية التعليمية.

نحن بحاجة إلى تقويم من أجل التعلم.

لذلك كرروا عبارة كارول يوميًا “تقويم اليوم وسيلة لتعديل معلومات الغد” وستجدون أنفسكم تقومون بتقويم مستمر.

المراجع +

أحدث المواضيع